جيل أخر زمن ... يا عم دول راحت عليهم ... عيال هايفه ومش فاهمه المصلحه فين ... يا عم دول كبيرهم قهوة المعاشات والطاوله والدومينو ...
كانت هذه احدى عبارات الاتهام والتهكم المتبادله بين جيل الاباء والجدود وجيل الاحفاد الشباب ... ليست وليدة اليوم ولا أمس فهى من لوازم كل زمان أن يتهم الأب بذلك أبناؤه ويرد عليه أبناؤه كذلك ثم يمر الزمان ليكبر الأبناء ويعيدوا على مسامع الأبناء نفس ما قيل لهم قديما ويتوالى المسلسل .....
لكنه تجلى بعنف هذه الأيام التى اختلط فيها كل شىء بكل شىء واختلف فيها كل شىء عن كل شىء ... وتقوم عملية تكليف الجنزورى بالوزارة بدور البطوله فى تصعيد هذا المسلسل من جديد ..
فما بين جيل الأبناء :
- جنزورى يااه فكرتنى بأيام تالته اعداى .
- جنزورى اوبااا يبقى هنرجع نلعب اليابانيه من جديد (اشارة للبلاى استيشن القديم أوى )
الى اخره مما قد لا يتسع البال لقراءته
وما بين جيل الأباء :
- أعتذر لهم لم أجد من تعليقاتهم شىء سوى الفرح بالبطل الهمام الذى أنعم عليهم بما لا يزالون يذكرونه الى اليوم ويسمونه باسمه ( حافز الجنزورى )
وتستمر السجالات والنقاشات ولا يرد جيل الكرام الا بحافز الجنزورى .
قد يعتبر البعض ذلك أمرا سيئا .. الا أنى أرى فيه الأمل بتغير الاهتمامات من جيل منتهى اماله الحفاظ على لقمة العيش وسهولة الحصول على جلاد كراريس الولاد لما الدراسه تبدأ الى جيل نسف بعفويه توابيت الماضى وصار يدرك تماما أن الدم رخيص فى الحصول على الكرامه وأن جلاد كراريس أولاده فى المستقبل اذا جاء ممتزجا بالمهانه فــ ( عنّ العيال ماتعلمت )
لكن يبقى سؤال مهم هل سيستمر مسلسل فجوة الاجيال أم أنه سيتوقف ويموت عند محطة جيلى الذى أسعد بالانتماء اليه فيبدأ جيلنا مع أبنائه المستقبليين مسلسل جديد من التواصل قد لا ندرك احاديثهم ولا نحسن استخدام ما سيستحدث من أدوات فى جيلهم ولا نعى مفاهيمهم الا اننا يمكننا أن نستعد من الآن ونوطن أنفسنا على ترك المساحة لهم يمارسون ما لا نفهمه الا اننا نتفهمه ...